الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ يَقْرَأُ ثَلَاثَ آيَاتٍ: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) (آل عمران : 122) . ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)) (النساء : 1) . ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ( الأحزاب (( 70 ، 71 ))
و بعد فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى و أحسن الهدي هدي محمّد صلى الله عليه و سلم و شرّ الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كلّ بدعى ضلالة و كل ضلالة في النار أعآذني الله و إيآكم من دار البوآر و بعد :
السلام عليكم و رحمة الله و بركآته
المقدّمة :
قرّرت اليوم بحول الله أن أضع بين يديكم بعض أفكاري المتوآضعة و البسيطة التي تسآعد على الحفظ و تيسّره بحول الله فأتمنّى و أسأل الله عزّ و جلّ أن ينفع بهآ و أن يجعلها خآلصة لوجهه الكريم ، و سأسرد هذه الأسباب على شكل نقآط حتى يسهل قرآءتهآ و أردت أن لا أتعمّق كثيرا حتى لا يصعب الفهم من جهة و حتى لا أطيل الموضوع ليذهب المقصد منه و لا يُقرأ بتآتا ، و هي كالآتي :
أولا :
الإخلاص و هو أعظمهآ على الإطلاق فبه تتحقق المقاصد و تبتغى الغآيات كمآ قالا تعآلى مخاطبا خير الأنام محمد عليه الصلاة و السلام : " ولقد أوحينا إليك و إلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنّ عملك و لتكوننّ من الخاسرين "
و الاخلاص هو عقد النية و العزم على حفظ هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد لوجهه سبحآنه و فهو أمر مهمّ جدا وسبب مبآشر في توفيق الله عزّ وجلّ كما قآل تعالى : " قل إن صلاتي و نسكي ومحيآي و مماتي لله رب العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و انا اول المسلمين" . و اعلموا أنه من أعظم الذين يحآسبون يوم القيآمة و على رؤوس الخلائق هم الذين يحفظون القرآن و يتلّقون و يحصّلون العلم من أجل الشهرة و من أجل أن يقآل فلان قارئ لكتآب الله و طالب علم مآ شآء الله فيقول الله له يوم القيآمة و قد قيل في الدنيا فيؤمر به فيزّج في النار و العيآذ بالله . فالنية النية عياد الله و الاخلاص الاخلاص فإنه أعظم أسباب التوفيق .
ثآنيا :
تخصيص وقت منآسب للحفظ و خآصة الصباح البآكر فهو وقت مبآرك و يكون فيه الانسآن نشيطا و العقل منفتح و يسهل عليك الحفظ وقتها عكس الأوقات الأخرى التي إما توافق العمل أو الدراسة أو شيئ آخر فالعقل لا يكون مركّزا مع الحفظ و بالتالي تكون جودة الحفظ رديئة و يمكن أن تنسى ما حفظت بسهولة .
ثآلثا :
تحديد كمية معيّنة لحفظهآ إما بعدد الآيات أو الأسطر أو حتى الصفحآت ان استطعت و هكذا فكل انسآن حسن قدرآته و لستطآعته .
رآبعا :
مرآجعة ما حفظت يوميّآ و هنآ أودّ أن أنصح إخواني الى طريقة أجدها جد نآفعة و الله اعلم و هي:
بمآ أن عدد الصلوات في اليوم هو 5 و تعرفون أن عدد أسطر الصفحة الوآحدة هو 15 و حاصل قسمة 15 على 5 يسآوي 3 و هذا يعني أنه بمجرّد حفظ 3 أسطر عند كل صلاة يمكنك حفظ صفحة يوميا و الطريقة كالآتي :
تنهظ بآكرا و تحفظ 3 أسطر قبل صلاة الفجر و تصلي بها سنة الفجر لترسيخها و تحفظ 3 قبل الظهر و تصلي بها رآتبة الظهر و كذا العصر أيضا و المغرب و بوصول صلاة العشآء تكون قد أتممت حفظ 15 سطر و هو ما يقابله صفحة من القرآن الكريم و هكذآ كل يوم و تترك آخر أيام الشهر للمراجعة فقطـ،، دون أن تحفظ فيها .
خآمسآ :
مرآجعة ما حفظت قبل بداية الحفظ الجديد و من أعظم أسباب ترسيخ و تثبيت الحفظ هو الصلاة بالسور التي حفظت و خآصة الصلاة الجهرية لهذآ أنصح نفسي أوّلا إخوآني ثآنيا بصلاة و لو ركعتين في الليل لكي تسآعدك على عدم نسيآن الآيات التي حفظتها و و الله هي طريقة مجرّبة و نآجعة جدآ .
سآدسآ :
المحافظة على نفس المصحفــ التي تحفظ به لأن الطبعات تختلف و مواضع بداية الأثمآن و الأرباع أيضا بل حتى بداية الصفحات لهذا يستحسن القرآءة و الحفظ بمصحف وآحد لكي لا يحدث خلط في حفظك .
سآبعا:
قرآءة التفسير أو بالأحرى الآيات التي حفظت لأن ذلك يسآعدك على فهمها و بالتالي عدم نسيانها و ترسيخ معآني الآية و فهم ما تدل عليه تؤدي الى حفظها عن ظهر قلب .
ثآمنا :
التضرع الى الله عز و جل و دعآؤه أن يوفقك في موآصلة حفظك و أن يثبتك على ذلك و حمده و شكره أيضا على توفيقه لمآ حفظته من قبل ، فالتوجّه الى الله بالدعآء مع الاخلاص سبب في توفيقه للعبد كيف لا و هو يحفظ كتآبه العزيز كمآ أنه وعد سبحآنه و تعآلى عبآده فقال :" و قال ربّكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبآدتي سيدخلون جهنم داخرين" و قال تعالى : ادعوا ربّكم تضرعا و خفية "
الخآتمة :
و في الأخير أوصيكم و نفسي الأمارة بالسوء بتعآهد القرآن فهي وصية حبيبنا و نبيّنا محمد عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم إذ قال صلى الله عليه و سلم : " تعاهدوا القرآن فو الذي نفس محمد بيده لهو أشدّ تفلّتا من الابل في عقلها " و لا تكونوا ممن هجروا القرآن و تركوه و نبذوه ورآء ظهورهم كأنهم لا يعلمون فهم من صدق فيهم قول الله عز و جلّ على لسآن نبيّه صلى الله عليه و سلم : " و قال الرّسول يا رب إن قومي اتخّذوا هذا القرآن مهجورا "
فنسأل الله العلي القدير بأسمآئه الحسنى و صفاته العلىآ أن يوفقنا و يوفق جميع المسلمين لحفظ كتآبه و تعآهده و العمل به و أن يرزقنا الاخلاص في ذلكـ،، إنه ولي ذلك و القآدر عليه . أقول قولي هذا و أستغر الله لي و لكم من كل ذنب فاستفروه إنه هو الغفور الرحيم و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم . سبحآنك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك .
تمّ بحمد الله و منّه و كرمه.
أي خطأ و خآصّة في الآياتــ رآسلوني من فضلكمـ،
لا تتردّدوا في ذلكـ جزآكمـ، الله خيرآ
و السلام عليكم و رحمة الله و بركآته .
بقلـم أخـ محمّــد ـوكمـ،
تحيآتي لكمـ، أحبآئي في الله .
منقول